
“لوحتي”.. أجهزة صينية مغربية بأسعار “غريبة” .. والوزارة لم تدعم البرنامج
“لوحتي”.. أجهزة صينية مغربية بأسعار
“غريبة” .. والوزارة لم تدعم البرنامج
شرعت وزارة التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، في تنفيذ برنامج “لوحتي” عبر طرح أجهزة 2 في 1 أغلبها مصنوع بالمغرب والصين، لكنها غير معنية بدعم الأسعار، حيث حددها الموزعون، وذلك كل حسب طبيعة المنتج.
وفي وقت كان ينتظر فيه الطلبة والمتدربون الذين يستهدفهم البرنامج، طرح أجهزة بأسعار تفضيلية كما “زعم” وزير التعليم العالي، فوجئ الكثير من المتفاعلين مع المبادرة بطبيعة الأسعار وحتى نوعية الأجهزة التي تمت الاستعانة بها.
وفيما تحدث الوزير في ندوة صحافية عن تخفيض يصل إلى 40 في بعض الأجهزة ()، كذبت الأرقام التي تكشفها مواقع التجارة الإلكترونية سواء بالمغرب أو خارجه تصريح الوزير.
فالبداية بجهاز “أكسنت” الذي تركبه الشركة المغربية DBM، والمعروف عليها”تواضع” منتجاتها مع ارتفاع أسعارها خاصة في الهواتف الذكية، حيث تحدث الوزير عن تخفيض بنسبة 30 في المائة في جهاز accent TB880 الذي يبلغ سعره في جوميا حوالي 1799 درهما، وفي بعض الأسواق الشعبية (السوق السوداء بأقل من ذلك)، في حين سيتم تسويقه في إطار برنامج لوحتي بسعر 1699 درهما، وهو المعطى الذي لم ينتبه إليه الوزير الذي انطلق من معطيات مغلوطة تم منحه إياها (الصورة توضح كل شيء).

وبالعودة لمواصفات الجهاز الذي يمثل الأرخص في هذه المبادرة، فيأتي بشاشة صغيرة 8.9 بوصة وعادية، مع سعة تخزين بحوالي 16 جيغابيات ومعالج براعي النواة من إنتل، ذاكرة عشوائية بقدرة 1 جيغابايت.
هذه المواصفات نجدها في أجهزة كثيرة، وبأسعار أقل جدا، وحتى حديث الوزير عن ولوج الطلبة للخدمات المرتبطة بالإنترنت، غير متاح في هذا الجهاز فهو لا يدعم لا شبكات الجيل الرابع 4G ولا الثالث 3G، وبالتالي عدم تمكن الطالب من الاستخدام الأنجع لهذا الجهاز في أي مكان دون الحاجة للعودة لفضاء الكلية من أجل الربط بالإنترنت.
ويفاجأ الراغبون في الاطلاع على العروض التي تقدمها المبادرة بتوقف الموقع ودعوتهم للانتظار شهرا آخر، قبل إطلاقه، ولكن يمكن الولوج إليه عبر طرق غير مباشرة.
وتوضح المعطيات التي تم الكشف عنها خلال الندوة الصحافية، أن أغلب الأجهزة هي لعلامات يتم تركيبها محليا أو تصنيعها بالصين.
فمن بين العلامات، نجد أولينوت OLINOTE، والتي يتم تركيبها من طرف شركة إيطالية في مصنع ببوسكورة لصالح شركة dataplus، أحد الشركاء المحليين للبرنامج.
وقد طرحت داتا بلاس، جهازين “أولينوت”، الأول بسعر 2000 دره تقريبا، والثاني بحوالي 3000 درهما، حيث يأتي الجهاز الأول بمواصفات عادية، ولا يدعم الجيل الثالث ولا الرابع، والثاني يفوقه في حجم الشاشة وسعة التخزين ويدعم شبكات الجيل الثالث.

وطرحت يووز YOOZ بعض منتجاتها، التي لم تتجاوز نسبة التخفيض فيها نسبة 10 في المائة، وإن لم نقل تنعدم في حين تم تسويقها السوق السوداء.
وتم طرح أجهزة خاصة بالشركة الصينية haier، التي لا تمتلك الخبرة الكافية (بالمقارنة مع علامات عالمية) في مجال تصنيع هذه الأجهزة، حيث تمثل هذه الأجهزة منتجات ثانوية.
كما تمت الاستعانة ببعض العلامات العالمية، كـ”إتش بي” و”أسوس” التايوانية و”ديل” الأميركية، لكن أسعارها مرتفعة، بالمقارنة مع مواقع التجارة الإلكترونية (أمازون علي إكسبريس تاينيديل…).

وقد غابت شركات الاتصالات، باعتبارها حلقة مهمة في نجاح هذه المبادرة، خاصة في تجهيز الطلبة بالإنترنت النقال من الجيل الرابع، والذي يوفر سرعة أكبر في التفاعل وفي الولوج لبيانات ومحتوى الجامعة.
ورغم حديث الوزير عن أهمية المحتوى الذي وفرته مايكروسوفت وإنتل الأميركيتين، إلا أن الولوج إليه كان سيكون أكثر نجاعة لو تم توفيره في جميع الأجهزة، أي أن الطالب الذي يرغب في اقتناء جهاز بسعر كبير سيستفيد من المحتوى، دون تركيزه في أجهزة خاصة بالمبادرة.
وقد أغفل الوزير، أن أغلب الكليات ما تزال تعاني من نقص كبير في تدبير بياناتها، حيث لا تتوفر على مراكز بيانات خاصة بها، مرتبطة بتطبيقات موجهة لتسهيل ولوج الطلبة لجميع الأمور المرتبطة بحياة الجامعة (إجراءات إدارية دروس تفاعل و…. حتى نصل لـmooc).
وقد أطلقت المجموعة الأميركية بشراكة مع جامعة القاضية عياض، مشروع الجامعة الذكية، عبر نظام شبكي متطور لربط مؤسسات الجامعة وخلق فضاء أكثر ولوجا للإنترنت ذي الصبيب العالي، وذلك في انتظار تعميمها على جل الجامعات المغربية.
واعتمدت المجموعة الأميركية على تقنية “شبكات الفراغات البيضاء للتلفزيون” TV white spaces، التي تعتبر تقنية جد متقدمة في التغطية اللاسلكية وتتجاوز تغطيتها المساحة التي تغطيها تقنية “الواي فاي” wi-fi.
وستمكن هذه التقنية أزيد من 65 ألف طالب في كليات القاضي عياض التي يبلغ عددها تسع كليات، من الولوج للإنترنت ذي الصبيب العالي في نفس التوقيت دون أي تأثير أو توقف أو ارتباك، بالإضافة إلى مركز بيانات ضخم لتخزين المعطيات، وتوفير تطبيقات تفاعلية موجهة للطلبة والأساتذة والإدارة.
;
مواضيع ذات صلة